الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

القصة قصة مبدأ ..

ما زال الغرور بالدنيا يعمي البصائر .. وكأن الفرد حيّ مخلّد ..
ما زالت النفوس الصغيرة تترامى على أعتاب سفاسف الأمور التافهة ..
أكبر همها المظاهر والشكليات .. حيث تقتلها بهرجة الثياب .. وفخامة السيارة .. وعدد طوابق البيت .. وعظمة أفنيته ..
ما زالت أعينهم قاصرة على وعي وإدراك حقيقة أن المتع المادية -وبالتجربة- فانية ، ولا تدوم طويلا ...
الحقائق تبرهن نفسها .. الحقائق سافرة .. جلية كعين الشمس
لكنهم في الحقيقة يتغاضون ، يحاولون تورية عين الشمس بالغربال
ولن يدوم ذلك .. ففساد بوادر الأمور يعدي كبائرها .. وتنتشر رائحة العطب وينكشف مكانه
تبعا للزاوية التي انظر منها .. أرى أن المشكلة تنبع من الأصل ,, من المركز .. من البداية .. من الجذر
وعندما حاولت استئصالها
تبين لي انها بالتحديد .. مشكلة تحديد الهوية
تحديد نقطة البداية
تحديد الأسس
تحديد التوجهات
تحديد العقائد

تحديــــــد المـــــــــبــدأ

قبل ان اواصل الحديث أريد ان اقف لوهلة لتحليل صرفي لكلمة مبدأ ..
مَبدأ : اسم مكان للفعل يبدأ ..
يعني نقطة بداية ..
أســاسـ !!
بدون أساس ، بدون دعم ، ينهار المبنى ,, تنهار القيم ... ينهار الانسان !!
بدون المبادئ .. بدون المسلمااات والاساسات التي يضعها الانسان لنفسه او يغرسها فيه الأهل او المجتمع قبل تكوين شخصيته يعتبر انسانا ناقصا .. حقا لديه نقص .. فهو انسان هشّ قابل للكسر بأابسط ما يكون ، أي كلمة تدور في مهب الريح تهزّ كيانه .. أي جملة عابرة تؤررقة وتشغل باله وتشعره بالضعف والشكّ ..

بعد المبادئ تتكوّن القيَم .. والتي " تقوم " على الاساس .. ( المبدأ ) .. وبعد ذلك الأفعال وهي التطبيق للقيم .. فالانسان بعد ذلك مؤهل للخوض في غمار المجتمع بامانة وسلام وثقة ..

المبادئ
القيم
التطبيق

مثال على ما قيل :

انسان حدد له مبدأ الايمان-الاسلام
وبنى عليها القيم الملائمة .. وهي اخلاق الاسلام المذكورة في القران والسنة
واخيرا التطبيق فقد قال الرسول -ص- : الايمان وَقرٌ في القلب يصدقه العمل ..

والمبدأ .. لا يتجزأ ... لأنه إذا تجزأ انهار ايضا ..

مثال على ذلك .. مسلم لا يسرق ... ولكن المت به مصيبة ما .. وسولت له نفسه السرقة " فقط في هذه الحالة " ..
تجزأ المبدأ ... فانهار :)

ومهمتنا الآن إثبات أن السعادة المادية هي سعادة فانية عن طريق اثبات ان مبادئ التي تقف عليها .. هي مبادئ واهية هشّة ..

سأكمل لاحقا ...

السبت، 19 ديسمبر 2009

رثـاء ,,





لله دركَ فـالحروفُ بها خجَـــلُ****أمامَ وصفكَ والكلماتُ والجملُ

كأنّ مكآرمَ الأخلاقِ مثلَ رُكبٍ****قَد قُدْتَها أنــتَ أيّـــها الرّجــــلُ

كيفَ حَويتَ قلوباً حَـوَتكَ حتّى****أنّ المنطقَ في حُرمِـــكَ يتَذَلـّلُ

إقتَـرَنَتْ بمحيّاكَ رقّةُ البسمآتِ****كَما يقتَرنُ المُعجِزآتُ والرّسـلُ

أثبتّ لــنــا أنّ البساطة غنـــىً****حتى كادت البســاطَة ُتـُـــــذهَلُ

علّمتَ الخِطابَ كيفَ يكــــونُ****وعلّمتَ الفعلَ ما الفِـــــعــــــــلُ

إن سألكَ أحدهُم أمراً فَتحـــتَ**** قلبكَ وأجبتهم أضعافَ ما سألوا

فتَكَ عِزّكَ بالعُلا فمــــــا بلغ ****أحدُهُم تلكَ الأقاصي ولَن يَصلوا

تقضي نحبها الطبيعة إن بدى****لها من محيّاكَ الفرحُ والجــــذلُ

وَعَجباً للدّهرِ كيفَ يسجّـــــلُ **** أثَرَكَ يقتبسُ ، يقـلّدُ وينتحِـــــلُ

بَلسمٌ على قلبِ السقيم خَـــرّت****لَهُ مواضِعُ الشكآوى والعـلـــلُ

والأرضُ غارَت من الأحياءِ ****عليكَ وانتابها الخوف والوجــلُ

فاختارت أن تضمّ أغلى الناسِ****فما أنكره الورى ولا جهلــــوا

يآ مـن يدّعي أن الحياةَ هَـــولٌ**** اليومُ جآءَكَ الــفـزعُ والـهَـولُ

أخرِسْ ألسنَ المرآثي فإنه لـن****يُحصَى والله قولٌ منهُ ولا فعـلُ

إرتقِ فنحنُ في محكـــــمةِ ذلّ****قاضيها الكذب وشهودها الحيلُ

إرتقِ فإنّ ذكـــــراكَ والله حَقٌ****وإنها لعَمري البيانُ والمــَثــــَلُ

وإنّ الذكرى في الطيف خــلدٌ****وإن كانت الأجساد تجفو وترتحل

يشيّعُ الأمواتَ إنسٌ مثلـــــهمُ****وأنتَ يشيعكَ الرجــاءُ والأمـــلُ

وإن كان اللحد يضيق بصاحبه****فعليك بالمشيئة الرحمة ستنسدلُ

وتَثبت عند السؤال وبكل يسرٍ **** إلى جنان خلدٍ ستنتقـــــــــــلُ

دموع لن تكفكف ياغالي وجرح**** هل تراه بالدمع ينـــدمــــــلُ

ُرحمكَ الله ، بها نودّعــــــكَ****و"هل نطيقُ وداعكَ أيّها الرجـلُ"


رثاء خالي العزيز الأستاذ أحمد مرّة .. 21-5-2008

تقهقر تدويني ..

فترات تدوينية متفهقرة .. عصر الانحطاط التدويني .. تمر على ناظري كأنها كارثة ..
ما زال المربع المدرسي يضغط على عقولنا ويسيجها .. ويحسب تكامله ليعيد النظر في المساحة المخططة اذ لا يكتفي .
ان الابداع يموت قبل ان يولد .. فالحبل السري يكابد السرطان ..
الابداع يحرم من رؤية النور ...
والمكتبة تبكي وترثيه .. وتدفنه في غبارها المتراكم على الكتب
الثقافة .. لا شيء سوى ما يتشبث في مخيلاتنا بعد انهاء الصف الثاني عشر
لكنها للاسف ليست الا بعض معادلات مجهولة الهوية ..
ضالة .. لا يبحث عنها احد
الابداع يحرم من رؤية النور ...
يموت قبل ان يولد !!
والمسؤول يحمل قوائم شهادا تالبجروت ويلوح بها
يتسكع ببعض علامات بسيخومتري على ارصفة الخيلاء
غبي ممن يقول أنه يقرأ .. وهو لا يقرأ ...
غبي من يدعي المعرفة .. وهو لا يفقه من اللغة الا اعراب بيت من الشعر
غبي من تقتله المعرفة دون الخيال
واولئك من يرسمون حدود المعرفة على خارطة الثقافة
وان حدها لعمري ..." الكافي" ، و"أنكوري" !!