لله دركَ فـالحروفُ بها خجَـــلُ****أمامَ وصفكَ والكلماتُ والجملُ
كأنّ مكآرمَ الأخلاقِ مثلَ رُكبٍ****قَد قُدْتَها أنــتَ أيّـــها الرّجــــلُ
كيفَ حَويتَ قلوباً حَـوَتكَ حتّى****أنّ المنطقَ في حُرمِـــكَ يتَذَلـّلُ
إقتَـرَنَتْ بمحيّاكَ رقّةُ البسمآتِ****كَما يقتَرنُ المُعجِزآتُ والرّسـلُ
أثبتّ لــنــا أنّ البساطة غنـــىً****حتى كادت البســاطَة ُتـُـــــذهَلُ
علّمتَ الخِطابَ كيفَ يكــــونُ****وعلّمتَ الفعلَ ما الفِـــــعــــــــلُ
إن سألكَ أحدهُم أمراً فَتحـــتَ**** قلبكَ وأجبتهم أضعافَ ما سألوا
فتَكَ عِزّكَ بالعُلا فمــــــا بلغ ****أحدُهُم تلكَ الأقاصي ولَن يَصلوا
تقضي نحبها الطبيعة إن بدى****لها من محيّاكَ الفرحُ والجــــذلُ
وَعَجباً للدّهرِ كيفَ يسجّـــــلُ **** أثَرَكَ يقتبسُ ، يقـلّدُ وينتحِـــــلُ
بَلسمٌ على قلبِ السقيم خَـــرّت****لَهُ مواضِعُ الشكآوى والعـلـــلُ
والأرضُ غارَت من الأحياءِ ****عليكَ وانتابها الخوف والوجــلُ
فاختارت أن تضمّ أغلى الناسِ****فما أنكره الورى ولا جهلــــوا
يآ مـن يدّعي أن الحياةَ هَـــولٌ**** اليومُ جآءَكَ الــفـزعُ والـهَـولُ
أخرِسْ ألسنَ المرآثي فإنه لـن****يُحصَى والله قولٌ منهُ ولا فعـلُ
إرتقِ فنحنُ في محكـــــمةِ ذلّ****قاضيها الكذب وشهودها الحيلُ
إرتقِ فإنّ ذكـــــراكَ والله حَقٌ****وإنها لعَمري البيانُ والمــَثــــَلُ
وإنّ الذكرى في الطيف خــلدٌ****وإن كانت الأجساد تجفو وترتحل
يشيّعُ الأمواتَ إنسٌ مثلـــــهمُ****وأنتَ يشيعكَ الرجــاءُ والأمـــلُ
وإن كان اللحد يضيق بصاحبه****فعليك بالمشيئة الرحمة ستنسدلُ
وتَثبت عند السؤال وبكل يسرٍ **** إلى جنان خلدٍ ستنتقـــــــــــلُ
دموع لن تكفكف ياغالي وجرح**** هل تراه بالدمع ينـــدمــــــلُ
ُرحمكَ الله ، بها نودّعــــــكَ****و"هل نطيقُ وداعكَ أيّها الرجـلُ"
رثاء خالي العزيز الأستاذ أحمد مرّة .. 21-5-2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق