الجمعة، 2 أكتوبر 2009

كــيفَ يُفكّرُ الكِبــار ؟!

هلا ترفع عن لهوٍ وعن لعبٍ ... إِن الصغائرَ تُغْري النفسَ بالصغرِ ...!!


قال الحافظ بن القيم رحمه الله :


"علو الهمة ألا تقف -أي النفس- دون اللهو ، ألا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية،فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيورلا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ،فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها،وكلما نزلت قصدتها الآفات"مدارج السالكين 3/171 .
فـحلّق مع النسور ..... وبرهن لـلأقاصي شهوة العلاء !


الانسان الكبير ، هوَ الكبير في نفسه ، هو الذي لا تخضع روحه لـشهوة خفية .. ولا لرياء فاسد .. "تلك الدار الآخرة تجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين" وهو الذي يشق طريقه بصحة العزيمة وتجريد القصد .. هو البسيط مظهره وعمله .. وقلبه عامرٌ بالايمان والأمل .. الانسان الكبير يظل كبيرا مهما تنكّست لحظاته .. ومهما غدرت أمانيه .. الانسان الكبير غنيّ بقلبه وفقير لله ، غنيّ وليس في جيبه سوى يديه .. وسعيد في لحظات تعيسة .. وهذه ليست نظريات فلسفية ، اونظريات ايديالية مثالية .. هذا واقع معيش .." من كانت الآخرةُ همَّه جعل الله غناه في قلبهو جمع له شمله و أتته الدنيا و هي راغمة### @ ###و من كانت الدنيا همَّه جعل الله فقرَه بين عينَيْهِ و فرَّق عليه شمْله و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له"إن المحبوسَ من حُبِسَ قلبُه عن ربه تعالى والمأسورَ من أسره هواه" ..


والمجتمع الفاسد يقلب الآية على عقبيها ..

ويصور له الغني بصورة المترفين الماجنين .. بعمله ذو الصيت الرفيع .. ونصب امام عينيه دالة خطية مغلوطة .. ذات ميلٍ حاد .. فكلما مالت الدالة الى هوي الكفّار كان الانسان اكثر غنى وارفع منزلة ..

قال الرسول -ص- : " من هوي الكفار حشر معهم ، ولا ينفعه من عمله شيئا " ..


إلامَ ينظر الكبار ؟!
.
.
قريباً ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق